فصل: 217- هل خلق الله الخلق لعلة أم لا؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين (نسخة منقحة)



.214- خلق الله الخلق لينفعهم:

وأجمعت المعتزلة على أن الله- سبحانه!- خلق عباده لينفعهم لا ليضرهم وأن ما كان من الخلق غير مكلف فإنما خلقه لينتفع به المكلف ممن خلق وليكون عبرة لمن يخلقه ودليلًا.

.215- خلق الشيء لا ليعتبر به:

واختلفوا في خلق الشيء لا ليعتبر به على مقالتين:
1- فقال أكثرهم: لن يجوز أن يخلق الله- سبحانه!- الأشياء إلا ليعتبر بها العباد وينتفعوا بها ولا يجوز أن يخلق شيئًا لا يراه أحد ولا يحس به أحد من المكلفين.
2- وقال بعضهم ممن ذهب إلى أن الله-عز وجل- لم يأمر بالمعرفة إن جميع ما خلقه الله فلم يخلقه ليعتبر به أحد ويستدل به أحد وهذا قول ثمامة بن أشرس فيما أظن.

.216- اختلافهم فيمن قطعت يده وهو كافر ثم آمن أو عكسه:

واختلفوا فيمن قطعت يده وهو مؤمن ثم كفر ومن قطعت يده وهو كافر ثم آمن على ثلاثة أقاويل:
فقال قوم: إنه يبدل يدًا أخرى لا يجوز غير ذلك.
2- وقال قائلون: لو أن مؤمنًا قطعت يده فأدخل النار لبدلت يده المقطوعة في حال إيمانه وكذلك الكافر إذا قطعت يده ثم آمن لأن الكافر والمؤمن ليس هما اليد والرجل.
3- وقال قائلون: توصل يد المؤمن الذي كفر ومات على الكفر بكافر قطعت يده وهو كافر ثم آمن ثم مات على إيمانه وتوصل يد الكافر الذي قطعت يده وهو كافر ثم آمن ثم مات على إيمانه بالمؤمن الذي قطعت يده وهو مؤمن ثم مات على الكفر.

.217- هل خلق الله الخلق لعلة أم لا؟

واختلفت المعتزلة: هل خلق الله- سبحانه!- الخلق لعلة أم لا؟ على أربعة أقاويل:
1- فقال أبو الهذيل: خلق الله-عز وجل- خلقه لعلة والعلة هي الخلق والخلق هو الإرادة والقول وأنه إنما خلق الخلق لمنفعتهم ولولا ذلك كان لا وجه لخلقهم لأن من خلق ما لا ينتفع به ولا يزيل بخلقه عنه ضررًا ولا ينتفع به غيره ولا يضر به غيره فهو عابث.
2- وقال النظام: خلق الله الخلق لعلة تكون وهي المنفعة والعلة هي الغرض في خلقه لهم وما أراد من منفعتهم ولم يثبت علة معه لها كان مخلوقًا كما قال أبو الهذيل بل قال: هي علة تكون وهي الغرض.
3- وقال معمر: خلق الله الخلق لعلة والعلة لعلة وليس للعلل غاية ولا كل.
4- وقال عباد خلق الله- سبحانه- الخلق لا لعلة.

.218- اختلافهم في إيلام الأطفال:

واختلفت المعتزلة في إيلام الأطفال على ثلاثة أقاويل:
1- فقال قائلون: الله يؤلمهم لا لعلة ولم يقولوا أنه يعوضهم من إيلامه إياهم وأنكروا ذلك وأنكروا أن يعذبهم في الآخرة.
وقال أكثر المعتزلة: إن الله- سبحانه!- يؤلمهم عبرة للبالغين ثم يعوضهم ولولا أنه يعوضهم لكان إيلامه إياهم ظلمًا.
3- وقال أصحاب اللطف: إنه آلمهم ليعوضهم وقد يجوز أن يكون إعطاؤه إياهم ذلك العوض من غير ألم أصلح وليس عليه أن يفعل الأصلح.

.219- هل يجوز أن يبتدئ الأطفال بالعوض عن الألم؟

واختلفوا هل يجوز أن يبتدئ الله- سبحانه!- الأطفال بمثل العوض من غير ألم أم لا؟ على مقالتين:
1- فأجاز ذلك بعض المعتزلة.
2- وأنكره بعضهم.

.220- هل العوض الذي للأطفال دائم أم لا؟

واختلفوا في العوض الذي يستحقه الأطفال هل هو عوض دائم أم لا؟ على مقالتين:
1- فقال قائلون: الذي يستحقونه من العوض الدائم.
2- وقال قائلون: إدامة العوض تفضل وليس باستحقاق.

.221- لا يؤلم الله الأطفال في الآخرة:

وأجمعت المعتزلة على أنه لا يجوز أن يؤلم الله- سبحانه!- الأطفال في الآخرة ولا يجوز أن يعذبهم.

.222- اختلافهم في عوض البهائم:

واختلفوا في عوض البهائم على خمسة أقاويل:
1- فقال قوم: إن الله- سبحانه!- يعوضها في المعاد وأنها تنعم في الجنة.
وتصور في أحسن الصور فيكون نعيمها لا انقطاع له.
2- وقال قوم: يجوز أن يعوضها الله- سبحانه!- في دار الدنيا ويجوز أن يعوضها في الموقف ويجوز أن يكون في الجنة على ما حكينا عن المتقدمين.
3- وقال جعفر بن حرب والإسكافي: قد يجوز أن تكون الحيات والعقارب وما أشبهها من الهوام والسباع تعوض في الدنيا أو في الموقف ثم تدخل جهنم فتكون عذابًا على الكافرين والفجار ولا ينالهم من ألم جهنم شيء كما لا ينال خزنة جهنم.
4- وقال قوم: قد نعلم أن لهم عوضًا ولا ندري كيف هو.
5- وقال عباد: إنها تحشر وتبطل.

.223- هل يمكن الله عقولها أم تبقى على حالها في الدنيا؟

واختلف الذين قالوا بإدامة عوضها على مقالتين:
1- فقال قوم: إن الله يكمل عقولهم حتى يعطوا دوام عوضهم لا يؤلم بعضهم بعضًا.
2- وقال قوم: بل تكون على حالها في الدنيا.

.224- هل يقتص من بعضها من لبعض؟

واختلفوا في الاقتصاص لبعضها من بعض على ثلاثة أقاويل:
1- فقال قائلون: يقتص لبعضها من بعض في الموقف وأنه لا يجوز إلا ذلك وليس يجوز الاقتصاص والعقوبة بالنار ولا بالتخليد في العذاب لأنهم ليسوا بمكلفين.
2- وقال قوم: لا قصاص بينهم.
3- وقال قوم: إن الله- سبحانه!- يعوض البهيمة لتمكينه البهيمة التي جنت عليها ليكون ذلك العوض عوضًا لتمكينه إياها منها هذا قول الجبائي.

.225- اختلافهم في من دخل زرعا لغيره:

واختلفوا فيمن دخل زرعًا لغيره على مقالتين:
1- فقال أبو شمر وهو يوافقهم في التوحيد والقدر: إذا دخل الرجل زرعًا لغيره فحرام عليه أن يقف فيه أو يتقدم أو يتأخر فإن تاب وندم فليس يمكنه إلا أن يكون عاصيًا لله-عز وجل- وأنه ملوم على ذلك.
2- وقال غيره: الواجب عليه إذا ندم أن يخرج منه ويضمن جميع ما استهلك.

.226- نعيم الجنة تفضل أو ثواب؟

واختلفوا في نعيم الجنة هل هو تفضل أو ثواب؟ على مقالتين:
1- فقال قائلون: كل ما في الجنة ثواب ليس بتفضل.
2- وقال بعضهم: بل ما فيها تفضل ليس بثواب.
القول في الآجال:

.227- اختلافهم في الأجل:

اختلفت المعتزلة في ذلك على قولين:
1- فقال أكثر المعتزلة: الأجل هو الوقت الذي في معلوم الله- سبحانه!- أن الإنسان يموت فيه أو يقتل فإذا قتل قتل بأجله وإذا مات مات بأجله.
2- وشذ قوم من جهالهم فزعموا أن الوقت الذي في معلوم الله- سبحانه!- أن الإنسان لو لم يقتل لبقي إليه هو أجله دون الوقت الذي قتل فيه.

.228- لو لم يقتل المقتول هل كان يموت؟

واختلف الذين زعموا أن الأجل هو الوقت الذي في معلوم الله- سبحانه!- أن الإنسان يموت فيه أو يقتل في المقتول الذي لو لم يقتل هل كان يموت أم لا؟ على ثلاثة أقاويل:
1- فقال بعضهم: إن الرجل لو لم يقتل مات في ذلك الوقت وهذا قول أبي الهذيل.
2- وقال بعضهم: يجوز لو لم يقتله القاتل أن يموت ويجوز أن يعيش.
3- وأحال منهم محيلون هذا القول.

.مسائل متفرقة:

القول في الأرزاق:

.229- الرزق، وهل الحرام رزق؟

قالت المعتزلة: إن الأجسام الله خالقها وكذلك الأرزاق وهي أرزاق الله- سبحانه!- فمن غصب إنسانًا مالًا أو طعامًا فأكله أكل ما رزق الله غيره ولم يرزقه إياه.
وزعموا بأجمعهم أن الله- سبحانه!- لا يرزق الحرام كما لا يملك الله الحرام وأن الله- سبحانه!- إنما رزق الذي ملكه إياهم دون الذي غصبه.
وقال أهل الإثبات: الأرزاق على ضربين: منها ما ملكه الله الإنسان ومنها ما جعله غذاءً له وقوامًا لجسمه وإن كان حرامًا عليه فهو رزقه إذ جعله الله- سبحانه!- غذاءً له لأنه قوام لجسمه.
القول في الشهادة:

.230- المراد بالشهادة:

اختلفت المعتزلة في ذلك على أربعة أقاويل:
1- فقال قائلون: هو الصبر على ما ينال الإنسان من ألم الجراح المؤدي إلى القتل والعزم على ذلك وعلى التقدم إلى الحرب وعلى الصبر على ما يصيبه وكذلك.
قالوا: في المبطون والغريق ومن مات تحت الهدم. قالوا: وإن غوفص إنسان من المسلمين بشيء مما ذكرنا فكان عزمه على التسليم والصبر قد كان تقدم ودخل في جملة اعتقاده.
2- وقال قائلون: الشهادة هي الحكم من الله- سبحانه!- لمن قتل من المؤمنين في المعركة بأنه شهيد وتسميته بذلك.
3- وقال قائلون: الشهادة هم الحضور لقتال العدو إذا قتل سمي شهادة.
4- وقال قائلون: الشهداء هم العدول قتلوا أو لم يقتلوا.
وزعموا أن الله- سبحانه!- قال: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة: 143] فالشهداء هو المشاهدون لهم ولأعمالهم وهم العدول المرضيون.
القول في الختم والطبع:

.231- المراد بالختم والطبع:

اختلفت المعتزلة في ذلك على مقالتين:
1- فزعم بعضهم أن الختم من الله- سبحانه!- والطبع على قلوب الكفار هو الشهادة والحكم أنهم لا يؤمنون وليس ذلك بمانع لهم من الإيمان.
2- وقال قائلون: الختم والطبع هو السواد في القلب كما يقال طبع السيف إذا صدئ من غير أن يكون ذلك مانعًا لهم عما أمرهم به.
وقالوا: جعل الله ذلك سمة لهم تعرف الملائكة بتلك السمة في القلب أهل ولاية الله- سبحانه- من أهل عداوته.
وقال أهل الإثبات: قوة الكفر طبع.
وقال بعضهم: معنى أن الله طبع على قلوب الكافرين أي خلق فيها الكفر.
وقالت البكرية ما سنذكره بعد هذا الموضع إن شاء الله.
القول في الهدى: